مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: أين حقوق الشعب الفلسطيني؟

أخبار حقوق الانسان

جنيف في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2023

يحتفل العالم بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي يؤكدّ فيه المجتمع الدولي من جديد التزامه بتعزيز وحماية الكرامة المتأصلة والحقوق المتساوية لجميع الأفراد، وهي بمثابة احتفالٍ بالتقدّم، وما حقّقته الأمم من تكريسٍ واحترام لحقوق الإنسان. لكنّها تأتي هذا العام للتذكير بالحزن والمآسي المستمرّة التي تواجهها البشرية. فبينما نفكر في المبادئ المنصوص عليها في الإعلان، فإننا مضطّرون إلى مواجهة الحقائق القاسية للانتهاكات المستمرّة لحقوق الإنسان، وخاصّة تلك التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

إن الشعب الفلسطيني، الذي يواجه موجة غير مسبوقة من العدوان الإسرائيلي ينظر إلى هذا اليوم نظرة شكٍّ بسبب الخذلان العالمي وعجز الأمم المتحدّة والمجتمع الدولي ككلّ عن حمايته من آلة الحرب الإسرائيلية، والتي أدّت إلى ارتكاب مجازر بشعة تصل في هذا اليوم إلى ما يقرب من عشرين الف من شعبه الذين دفنوا في مقابر جماعية بينهم بحدود 10 آلاف طفلٍ وأكثر من خمسة آلاف إمرأة!!.

وتمتد الخسائر المدمّرة إلى ما هو أبعد من الخسائر في الأرواح، حيث يجد حوالي 1.93 مليون فلسطيني أنفسهم مشردّين داخليًا لا يجدون مأوى يحميهم من حمم النار الإسرائيلية المستمرّة على مدار الساعة، مع تحويل أكثر من 200000 من الوحدات السكنية على أنقاض ما تزال فرق الإنقاذ تعجز عن انتشال كل الجثث للأبرياء الذين قتلوا داخل تلك المساكن.

ويؤدّي التأثير العميق على التعليم إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تضرّرت أكثر من 339 منشأة تعليمية، قسم منها جرى تدميره بالكامل، مما ترك 625 ألف طالب دون إمكانية الوصول إلى التعليم. إنّ هذا الاستهداف المتعمّد للمدارس لا يحرم العقول الشابّة من حقها في التعليم فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إدامة دائرة الفقر واليأس. إن أوجه التشابه بين الوضع الحالي والتهجير التاريخي خلال الحرب عام 1948، المعروفة باسم النكبة، حيث واجه أكثر من 000 750 فلسطيني الطرد من وطنهم وفقدوا ممتلكاتهم وهويتهم خلال تلك الفترة المظلمة، ولا تزال أصداء تلك المأساة قائمة في محنة الفلسطينيين اليوم تؤكد فشل المجتمع الدولي في معالجة أخطائه الكارثية بحقّ الشعب الفلسطيني.

إن الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي بمثابة تذكير واقعي بأنه على الرغم من سبعة عقود من الالتزام العالمي بدعم حقوق الإنسان، فإن هذه المبادئ لا تزال بعيدة المنال. يلخص النضال الفلسطيني التحدّيات المستمرّة التي يواجهها هذا الشعب المحروم من حقوقه الأساسية والذي يتعرّض للتهجير والعنف والقتل، وحالة دائمة من عدم اليقين.

ويرى مركز جنيف الدولي للعدالة أنّه على الرغم من التعبير عن التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني من خلال مختلف القرارات والبيانات، فإن التأثير الملموس على أرض الواقع لا يزال غير كاف. إن الجرائم التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني تؤكد الحاجة الملحة للتعاون الدولي في تعزيز مناخٍ لا يتمّ فيه الاحتفال بحقوق الإنسان على الورق فحسب، بل يجب دعمها بشكلٍ ملموس لكلّ فرد، بغض النظر عن جنسيته أو أصله.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان يتوجب فهم المحنة الفلسطينية بتعمّق في القضايا المتعدّدة الأوجه، ونحث المجتمع الدولي على التضامن مع القضية الفلسطينية بأفعالٍ ملموسة، لأنها قضية شعبٍ مكافح يتعرّض للظلم والخذلان منذ عقود.

ندعو إلى أن تستنفر كلّ طاقات الشعوب والدول المحبّة للسلام لأجل وقف المجازر، ومحاسبة مرتكبيها، لتحقيق العدالة، ولكي ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المسلوبة.

شارك عبر شبكات التواصل :

اخر الأخبار