مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

عائلة فلسطينية تعيش في مسكن للحيوانات ويتقاسمون الحمار الاكل والشرب

أخبار حقوق الانسان

في غزة، عندما تلقى نظرة عن بُعد تشاهد ” عربة كارو ” متوقفة أمام أحد المخازن الواقعة على الشارع الرئيسي الواصل بين محافظتي خانيونس ورفح ، وأمام هذا المخزن تجمعت مياه عادمة ينبعث منها روائح كريهة ، فبالتالي تبادر لذهنك تلقائياً بأن هذا المخزن يتواجد بداخله حيوانات أو ما شابه، هذا الاعتقاد يتلاشى بمجرد أن تطرق باب هذا المخزن، وتلقي نظرة بداخل هذا المخزن لتجد أنه مسكن للبشر ،ويقطن بداخله أكثر من عشرة أشخاص يفتقرون لأدنى مقومات الحياة المعيشية ولا يوجد ما يسد رمقهم، وحتى لقمة العيش لا يجدونها …!!!

https://meezaan.org/images/family_with_donkey2.JPG

حمار يعيش داخل الأسرة ..!!

هذا ما حدث مع مراسل ” وكالة قدس نت للأنباء ” بمدينة خانيونس “هاني الشاعر” عندما زار هذه العائلة والتي تقطن بمنطقة قيزان النجار غرب المدينة ، والتقى بأفرادها لمحاولة نقل صورة أوضح حول وضعها المعيشي الصعب ، حيث يعيش أبو سعيد البكري في العقد الرابع من عمره رب هذه الأسرة المكونة من عشرة أفراد أكبرهم لا يتعدى الـ ثمانية عشر عاماً وأصغرهم لا يتعادى الـ أربعة أعوام ، بمخزن لا تتجاوز مساحته الـ 40متر مربع ، في الركن الغربي من المخزن أي المدخل من الداخل يتواجد ” حمار ” وبجواره مجموعة من الألبسة البالية المعلقة على أحد الحبال ..!! ، وفي الركن الجنوبي يتواجد غاز يعتقد بأنه من العصر الحجري ، وبجواره بالركن الشرقي كومة ملابس لا أعتقد بأن أحدها يصلح للاستعمال الآدمي..!! ، بالركن الشمالي الغربي يتواجد حرام وضع بمثابة جدار فاصل عن باقي المخزن ويتواجد خلفه دورة مياه ..!! ، بجواره تماماً توجد بعض الأواني المنتهية الصلاحية ملقاة على الأرض وهذا يعد ” المطبخ ” ..!!

https://meezaan.org/images/family_with_donkey3.JPG

 

حياة من قلة الموت..

حياة من قلت الموت هذا ما استهل به أبو سعيد البكري حديثة ، قائلاً “بأن حياتهم صعبة للغاية داخل هذا المخزن الذي أقدم على إستئجاره بـ 100$ قبل حوالي الشهرين، وتحدى أي إنسان يستطيع العيش بداخله ، حيث لا يتوفر لديهم أدنى مقومات الحياة ، بسبب عدم توفر دخل للأسرة سوى عربة الكارو التي يعمل عليها وتحصل باليوم كأقصى حد ” 20شيكل ” ، ملفتاً بأنه ينام وأولاده العشرة على الأرض بجوار بعضهم البعض وكل خمسة أشخاص يغطيهم حرام واحد وهكذا البقية ، وهذه الحرامات جلبوها من المسجد الذي يقطنون بجواره ..!! ، ويقضي أبو سعيد حاجته بدور مياه المسجد التي لا تبعد عنه سوى أمتار هو وأطفاله ، أما دورة المياه المتواجدة بالبيت فخصصت للنساء .. !! “.

https://meezaan.org/images/family_with_donkey4.JPG

 

ويتابع “لا يتوفر في “البيت” أي أثاث بالمطلق ” لا ثلاجة ـ ولاغسالة ـ غاز ـ طقم نوم ـ ملابس لأولاده ـ فراش ـ أدوات مطبخ .. الخ ” ، سوى الأرض التي يفترشونها … ، وتتسرب مياه الأمطار من سقف المخزن المكون من الزينجو بداخله ويغرق فراشهم بالمياه ،أبو سعيد والمصاب بالجلطة بقدمه منذ قرابة الـ ستة أشهر بالإضافة لإصابة طفلته مها التي لم تتجاوز بعد الـ 16عشر عاماً بمرض القلب وتحتاج لعلاج شهرياً أكثر من ” 100شيكل ” ، وبعدما تنهد قليلاً وبدى عليه حائراً ماذا يتحدث قال بأنه أستطاع من خلال الاستدانة من والدة زوجته أجرة المخزن الشهر المنصرم ، وهذا الشهر لا يعلم من أين سيستطيع تدبير أجرة المخزن .. ، موضحاً بأن سبب تواجد الحمار معهم بالمخزن هو أن الحمار كان يتوقف على باب المخزن من الخارج ، وكما أسلفنا بأن المخزن يقع على شارع رئيس وبجوار مسجد ،  فكان يتواجد الحمار خارج المخزن مخلفاً بعض الفضلات بالمنطقة وروائح كريهة من شأنها أن تزعج رواد المسجد وسكان المنطقة ، ومن هذا المنطلق أدخل أبو السعيد الحمار بداخل المخزن لينام بجواره “رغم أنه (الحمار) يسبب لنا إزعاج عندما يخرج بصوت غير مرغوب به ، علاوة على الفضلات والرائحة التي لا تطاق بالمخزن ، ويقوم أبو سعيد بعملية تنظيف بشكل يومي في محيط تواجد هذا الحمار…!!!

https://meezaan.org/images/family_with_donkey5.JPG

 

محرومين من كل شيء ..
يقول أبو سعيد بأن أطفاله محرومين من كل شيء ، ولا تتوفر أدنى متطلبات الطفولة لهم من ملبس ومأكل ومشرب ، ويطلبون منه ملابس ومصاريف للمدرسة وبعض الفواكهة ولا يستطيع توفيرها .. ، مشيراً بأنه عاطل عن العمل منذ ما يقارب الـ” خمسة أعوام ” أي إبان انسحاب إسرائيل من غزة عندما كان يعمل بالمستوطنات آنذاك ، حيث كان يعيش بذاك الوقت ببيت من الإسبست قبل أن يطرد منه على أثر خلافات عائلية فضل عدم ذكر تفاصيلها ،ومنذ ذلك الحين ذاق الويلات وتنقل بين العديد من البيوت وأشباه البيوت بالإيجار الذي أرهق كاهله ، وتوجه أبو سعيد للعديد من المؤسسات الخيرية والجمعيات المعروفة لنا ولم يلقى أي استجابة ولم يقدم له يد العون سوى بعض أهل الخير الذي يقدمون له بعض الأشياء العينية بشكل مؤقت أحياناً.

https://meezaan.org/images/family_with_donkey6.JPG

نفسي أعيش مثل أطفال العالم ..
وسام لم يتعدى الـ ” أثنا عشر عاماً ” كان يتواجد بجواره والده وبدى عليه بأنه لم يستحم منذ وقت طويل ، وهذا ما بدى واضح على ملابسه البالية وشعره ” المُكنفش ” ، ووجهه المصحوب بعلامات الفقر وشظف العيش وقسوة الحياة ، تمنى بأن يعيش كباقي أطفال العالم الذين لم يحرموا من أي شيء ، ويذهب وسام لمدرسة الفخاري برفقة أربعة من أشقائه مسافة ” ثلاثة كيلو متر ” مشياً على الأقدام أحياناً وأحياناً بسيارة ، ويصل “البيت” هو وأشقائه مرهقين للغاية بسب بُعد المسافة .. ، ويشكو من قلة توفر الطعام لهم والملابس النظيفة ، مكتفياً بالمطالبة ” بإخراجهم من هذا المخزن بأقرب وقت لأنهم لا يطيقون العيش بداخله .. ” .

https://meezaan.org/images/family_with_donkey7.JPG

 

الموت أهون ..

بصوت مخفق دأب من هذا الواقع المؤلم ، تقول أم سعيد بأن قلبها يتقطع وهي تنظر لأولادها ولم تستطيع أن توفر لهم أدنى مقومات الحياة ، وتتمنى الموت أفضل من هذا الحال ، مشيرة بأن بيتها لا تستخدم فيه الكهرباء ، ولا يوجد مكان تضع به ملابس أطفالها بعد غسلها ، ومحرومة من الخروج من المخزن لوقوعه على شارع رئيسي كما أسلفنا ، ليحكم عليها بالعيش داخل المخزن الأشبه بالزنزانة ، ويقوم جيرانها أصحاب المخزن المتواجدين به بتزويدهم بين الفينة والأخرى بخضار ” البندورة ، والفلفل ، والخيار ” من باب التخفيف عنهم ..!! ، لا تستطيع أم سعيد غسل ملابس أولادها باستمرار بسب عدم توفر مسحوق الغسيل الخاص بتنظيف الملابس وكذلك عملية الغسل تستغرق وقت وجهد في ظل عدم توفر غسالة عندهم .

https://meezaan.org/images/family_with_donkey8.JPG

https://meezaan.org/images/family_with_donkey9.JPG

https://meezaan.org/images/family_with_donkey10.JPG

عن وكالة قدس نت للأنباء

شارك عبر شبكات التواصل :

اخر الأخبار