مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

مؤسسة ميزان لحقوق الانسان تستقبل وفدا برلمانياً اوروبياً

أخبار مؤسسة ميزان

مؤسسة ميزان لحقوق الانسان تستقبل وفدا برلمانياً اوروبياً
الوفد يجتمع برئيس واعضاء من لجنة المتابعة ويزور قرية البصّة المهجرة ومدينة عكا
الوفد يعد بنقل هموم الداخل الفلسطيني الى برلمانات اوروبا والاتحاد الاوروبي

حلّ يوم السبت الموافق 11.5.2013 وفد برلماني اوروبي من مجلس العلاقات الاوروبية – الفلسطينية، ضيفا على مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان – الناصرة. وكان في استقبال الوفد مدير مؤسسة ميزان المحامي عبدالرؤوف مواسي وعدد من محامي المؤسسة. وهدفت زيارة الوفد البرلماني الاوروبي للتعرف على المشاكل والهموم التي يعاني منها الداخل الفلسطيني في ظل عنصرية المؤسسة الاسرائيلية التي تزيد وتيرة التمييز العنصري من جانبها تجاه فلسطينيي الداخل يوما بعد يوم.
وكانت المحطة الاولى للوفد الذي يمثل عددا من برلمانات الدول الاوروبية منها ايرلندا وبلجيكا وبريطانيا وليتوانيا بالإضافة الى اعضاء في البرلمان الاوروبي، وهم اعضاء في ذات الوقت في مجلس العلاقات الاوروبية – الفلسطينية، في مكاتب مؤسسة ميزان في مدينة الناصرة، حيث رحب مدير المؤسسة بالوفد الضيف مؤكدا على أهمية هذه الزيارة ومثمنا في ذات الوقت الدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء النواب كل في موقعه، خاصة البرلمان الاوروبي. كما قدم شرحاً حول دور مؤسسة ميزان ونشاطاتها وفعالياتها في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في هذه البلاد.
والقى الاستاذ د.حسن صنع الله –الباحث في مركز الدراسات المعاصرة- محاضرة أمام الوفد قدم لهم بداية تعريفاً بفلسطينيي الداخل من خلال معطيات مدعمة بالأرقام والنسب حول المجتمع الفلسطيني في الداخل، مقارناً ذلك بما لدى المجتمع اليهودي في البلاد، خاصة ان نسبة الفلسطينيين تصل 20% من مجموع السكان لكنهم لا يحصلون على خدمات تقابل هذه النسبة. حيث يظهر ذلك في تشغيل الفلسطينيين في الشركات الاسرائيلية وفي نسبتهم في الجامعات الاسرائيلية وفي وضع المخططات الهيكلية والمناطق الصناعية. بالإضافة الى معاناة النساء والاطفال الفلسطينيين في الداخل وعدم اعطاء الاكاديميين حقوقهم الكاملة في التعلم والعمل ودخول الجامعات والمصانع المتطورة.
كما قدم المحامي حسّان طباجة من مؤسسة ميزان محاضرة حول قانون لمّ الشمل الذي سنته الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2002 وما زال سارياً الى اليوم. والذي يحرم الزوجين من طرفي الخط الاخضر من الالتقاء بالإضافة الى مجموعة من قوانين التمييز العنصري بحق فلسطينيي الداخل. وتطرق كذلك الى قانون الحاضر غائب الذي سنته المؤسسة الاسرائيلية في مطلع خمسينيات القرن الماضي للسيطرة على اراضي اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين ومصادرتها. كما تطرق الى اللاجئين في ارضهم الذين هجروا من قراهم عام 1948 وانتقلوا الى قرى اخرى في الداخل الفلسطيني لكنهم محرومون من العودة الى اراضيهم وبيوتهم في قراهم التي هجروا منها. كما تطرق الى القوانين التي تصمم وفق اهواء المؤسسة الاسرائيلية لصالح المواطن اليهودي واخرى ضد الفلسطيني.
بعد ذلك انتقل الوفد الى محطته الثانية في كفر مندا للقاء رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث كان باستقبال الوفد السيد محمد زيدان –رئيس اللجنة وعدد من اعضاء المتابعة. ورحّب رئيس اللجنة بالوفد الضيف حاثاً إياهم على أخذ دورهم الريادي في الوقوف إلى جانب المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني أمام سياسات التمييز العنصري التي يعانون منها.
وقدم اعضاء المتابعة للوفد شرحاً كافياً ووافيا حول هذه السياسات وعلى رأسها مصادرة الارض وهدم البيوت وانعدام المناطق الصناعية وقانون لمّ الشمل والقوانين العنصرية الكثيرة التي سنت مؤخراً ومساحات نفوذ السلطات المحلية العربية. كما شدّد أعضاء المتابعة على معاناة أهل النقب بصورة خاصة كونهم اليوم يواجهون أسوأ مخططات السلطات الإسرائيلية لترحيلهم عن أرضهم وعلى رأس هذه المخططات قانون برافر-غولدبرغ الذي سيصادر نحو 800 الف دونم وترحيل نحو 30 الف مواطن عربي يسكن هذه الاراضي.
وعبّر رئيس لجنة المتابعة وأعضاء اللجنة للوفد البرلماني الاوروبي عن “استغرابه من مواقف الدول الاوروبية المختلفة ومواقف الاتحاد الاوروبي تجاه السياسة الاسرائيلية التي ترتكب الجرائم والمجازر بحق شعبنا الفلسطيني في غزة وتبني المستوطنات في الضفة الغربية وتضيق الخناق على المقدسيين وتخطط للاستيلاء على المسجد الاقصى”. وركز السيد محمد زيدان في كلمته امام الوفد “ان كل واحد من اعضاء الوفد الاوروبي له مكانة خاصة في بلده او في البرلمان الاوروبي، وان هناك ضرورة ان يسمع الوفد منا مباشرة عما يحصل معنا هنا وليس من بعيد، لأننا متأكدون ان اعضاء الوفد والاوروبيين بشكل عام سمعوا اشياء مغايرة تماما لما نعانيه نحن حقيقة، خاصة ان الآلة الإعلامية الاسرائيلية تعمل بشكل قوي جدا في الغرب واوروبا، لان من يقف على الحقائق ليس كمن يسمع عنها من الخارج، والاعلام يقع تحت سيطرة المنظمات الصهيونية ومن خلال تجربتنا فالإعلام يؤثر بشكل كبير على قناعات الناس وعلى افكارهم، والاعلام الاوروبي يتأثر كثيرا بما يقوله الاعلام الاسرائيلي. (العصابات الصهيونية) اقتلعت اكثر من 580 قرية فلسطينية وتم تهجير اهاليها بعد ارتكاب مجازر لم تظهر للعالم كما يجب، لان الدعاية الصهيونية قالت ان هذه الارض بلا شعب لشعب بلا ارض. بالإضافة الى مصادرة ملايين الدونمات التي صودرت من الفلسطينيين رغم كونهم يمتلكون اوراق الطابو والكواشين من ايام الدولة العثمانية والانتداب البريطاني. كما حاولت المؤسسة الصهيونية قطعنا عن جذورنا في عالمنا العربي والاسلامي والفلسطيني فوضعت المناهج التدريسية الغريبة والبعيدة عن حضارتنا وثقافتنا”.
وخلال حديثه اكد الشيخ رائد صلاح –رئيس الحركة الاسلامية- على: “ان قيام المؤسسة الاسرائيلية كان بدعم كبير من الدول الاوروبية وعلى راسها بريطانيا التي دعمت المؤسسة الاسرائيلية بالسلاح والعتاد والى يومنا هذا وكذلك فرنسا التي دعمت المؤسسة الاسرائيلية بالمفاعل النووي ثم المانيا دعمت المؤسسة الاسرائيلية بالغواصات الحربية، ثم ارتكاب مجزرة جنين في العام 2002 التي كانت جريمة ضد الانسانية ثم عملية الرصاص المصبوب كان جريمة ضد الانسانية ثم الهجوم على سفينة مرمرة رغم ان عددا كبيرا من المتضامنين على ظهر السفينة كانوا يحملون جوازات سفر اوروبية، وها هي المؤسسة الاسرائيلية تحاصر غزة منذ عام 2006، وهاهي المستوطنات تملأ الضفة الغربية والموقف الاوروبي الرسمي يدعم هذه المستوطنات، وسؤالي هو اين ستقوم هذه الدولة الفلسطينية، ولم تحاكم المؤسسة الاسرائيلية على أي واحدة من هذه الجرائم، سؤالي هو: من هو الاقوى القانون ام المشروع الصهيوني، الذي نلاحظه ان الموقف الرسمي الاوروبي قد يتبنى موقفا لكنه في ذات الوقت يتجاهل موقفا جماعيا آخر، غلعاد شليط وقف كل العالم حتى يتم تحريره في الوقت الذي يوجد خمسة آلاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية. هل الحديث عن قيام دولة فلسطينية هو حديث حقيقي ام هو مجرد تخدير؟!”.
وفي حديثه اكد الشيخ حماد ابو دعابس على: “الاضطهاد الديني الذي يعانيه المجتمع الفلسطيني في الداخل، خاصة ان مساجد وكنائس هدمت خلال النكبة وبعدها وما بقي منها حول لخمارات ومراقص وحظائر ابقار واغلاق الكثير منها ومنع ترميم اخرى ومنع استخدام الكثير منها. كما اننا نعاني من ملاحقة الشخصيات الدينية”.
ومن جهته شدد عضو الكنيست طلب ابو عرار على ما يعانيه عرب النقب من مصادرة ملايين الدونمات وعدم الاعتراف بقراهم وحرمانهم من الخدمات الاساسية، ومخططات خطيرة منذ قيام هذه الدولة اخرها كان مخطط بيغن – برافر. كما ان الفرق تجده واضحا بين السكان العرب واليهود في كافة المجالات، التعليم، الصحة، البنى التحتية وغيرها. حيث تعمل المؤسسة الاسرائيلية بشكل ممنهج في هذا الأمر”.
هذا وابدى اعضاء وفد البرلمانيين الاوروبيين اهتمامهم بكل القضايا التي طرحها رئيس واعضاء لجنة المتابعة بالإضافة الى ضرورة العمل المشترك وطرح هذه القضايا امام برلمانات اوروبا المختلفة وبرلمان الاتحاد الاوروبي. حيث قال عضو الوفد هاغ ديكيس –عضو مجلس اللوردات البريطاني- على ان عدم حسم الموقف الاوروبي تجاه سياسات المؤسسة الإسرائيلية والوقوف بحزم أمام هذه السياسات هو نتيجة الخلافات القائمة وتباين المواقف بين مختلف الدول الاوروبية، مؤكداً على ضرورة نقل الصورة الصحيحة الى الشعوب الاوروبية والبرلمانات المختلفة في اوروبا بالإضافة الى برلمان الاتحاد الاوروبي لكشف عورة نظام التمييز العنصري الإسرائيلي ونظام الاضطهاد الديني الاسرائيلي تجاه المسلمين والمسيحيين في البلاد، موضحاً انه ستكون هناك تبعات لهذه الزيارة التي يقومون بها الى البلاد واستمرار العمل المشترك والتواصل الدائم مع قيادات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني في الداخل. وقال عضو الوفد دافيد مارتين –عضو في البرلمان الاوروبي- خلال حديثه على انهم تعلموا الكثير الكثير خلال زيارتهم هذه حول ما يعاني منه المجتمع الفلسطيني في البلاد، كما ان رئيس اللجنة الاوروبية للشؤون الخارجية وانا معه قدنا حملة قبل سنتين في الاتحاد الاوروبي، وان هناك حديثا وتوجهات جدية في الاتحاد الاوروبي، للنظر مجدداً في الاتفاقيات الموقعة بين الاتحاد والمؤسسة الاسرائيلية في ظل الخروقات الكثيرة التي تقوم بها المؤسسة الاسرائيلية وعلى ضوء حملة الرصاص المصبوب على غزة، خاصة ما يرى الوفد من انتهاكات لحقوق الانسان في كافة المجالات، وسيعمل الوفد ما بوسعه لطرح هذه المعاناة والمحن التي يعيشها فلسطينيو الداخل امام مؤسسات حقوق الانسان الاوروبية والاتحاد الاوروبي. وبناء على ما سمعه الوفد من قيادات الداخل الفلسطيني يمكن العمل اكثر للضغط على الموقف الاسرائيلي لوضع حد لهذه الانتهاكات. واؤمن ان الاتحاد الاوروبي قادر على فعل الشيء الكثير، ولم اكن اعرف -لولا زيارتي اليوم الى هنا- مدى معاناة فلسطينيي الداخل كمواطنين في هذه الدولة. من جانبه اكد ليونيد دونسكيس احد اعضاء الوفد –عضو برلماني ليتواني وعضو البرلمان الاوروبي- بأنه اتهم باللاسامية عندما طالب بإلغاء اتفاقية التعاون بين الاتحاد الاوروبي وبين المؤسسة الاسرائيلية. مؤكداً ان المؤسسة الاسرائيلية ستخسر اصدقاءها الاوروبيين وستفقد تعاطف هؤلاء معها. وسيشجع الوفد الشعوب الاوروبية لتحقيق العدالة لصالح الشعب الفلسطيني.
ثم انتقل الوفد إلى قرية البصة المهجرة في الجليل الغربي حيث قدم الشيخ تيسير خالدي شرحا عن القرية المهجرة البصة، ورأوا عن قرب مدى الدمار والخراب الذي احدثته العصابات الصهيونية في العام 1948، خاصة أن المسجد في القرية والكنيسة آيلان للسقوط ولا يسمح بترميمهما وما زالا شاهدين على نموذج الحياة والعيش المشترك بين اهالي القرية الواحدة من مسلمين ومسيحيين كما قال الشيخ تيسير خالدي سارداً تاريخ القرية وعدد سكانها والمجزرة التي حصلت بحق اهلها وأهمية القرية الاستراتيجية كونها واقعة على الحدود اللبنانية وعلى ساحل البحر وهي احدى قرى قضاء صفد شمال عكا وثاني اكبر قرية فيها، حيث بلغ عدد سكانها في العام 1954 حوالي 2850 فلسطينيا.
وأكمل الوفد بمعية مؤسسة ميزان لحقوق الانسان جولته الى مدينة عكا، حيث كان باستقبال الوفد الشيخ محمد ماضي -امام مسجد الرمل ورئيس جمعية عكا للثقافة والتطوير- والسيد سامي هواري -رئيس جمعية الياطر العكاوية للثقافة- الذي قدم شرحا عبر شرائح محوسبة امام وفد برلمانيي اوروبا حول مدينة عكا والمشاكل التي تعاني منها هذه المدينة، خاصة انها مدينة مختلطة يسكنها العرب واليهود. ثم قدم الشيخ محمد ماضي كذلك كلمة حول دور الحركة الاسلامية في المدينة في بناء وترميم وصيانة العديد من المؤسسات ومساعدة العائلات المحتاجة ودعمها ماليا ومعنويا امام الضغوطات التي تمارسها المؤسسات الاسرائيلية الرسمية مثل البلدية وشركة عميدار للسكن وغيرها من الشركات التي تحاول التضييق على سكان عكا العرب وترحيلهم منها بحجة ان البيت لا يصلح للسكن وانه آيل للسقوط.
هذا وفي ختام الجولة الميدانية التي قام بها الوفد الاوروبي مع مؤسسة ميزان شكر مدير مؤسسة ميزان المحامي عبدالرؤوف مواسي الوفد الاوروبي على هذه اللفتة الطيبة لزيارة الداخل الفلسطيني والتعرف على همومه ومشاكله، آملا باستمرار العلاقة المشتركة والمتواصلة بين الطرفين، وضرورة العمل الجاد والتحرك لوقف انتهاكات حقوق الانسان المستمرة من قبل المؤسسة الاسرائيلية تجاه الارض الفلسطينية والانسان الفلسطيني.

شارك عبر شبكات التواصل :

اخر الأخبار