مؤسسة ميزان: “التحريض العنصري على العرب لا يتوقف”
قبل ان تتضح الصورة: اتهام مواطنين عرب من رهط بمجزرة بنك العمل في بئر السبع
كعادته وقبل ان تتضح صورة الوضع، فقد سارع الاعلام العبري وعلى رأسه القناة الثانية والقناة العاشرة،
وعلى خلفية ما حصل في فرع بنك العمال في مدينة بئر السبع الاثنين 20.5.2013، باتهام مواطنين عرب من مدينة رهط بتنفيذ السطو المسلح والمجزرة التي راح ضحيتها اربعة مواطنين يهود وانهم يحتجزون الرهائن، تماما كما حصل مع حادث الطرق قبل نحو شهر في مدينة حيفا والذي راح ضحيته سبعة مواطنين، حين اتهم سائق الشاحنة العربي بان الحادث عمل قومي قبل ان تتبين هوية قتلى الحادث انهم عرب، حينها هدأ الاعلام العبري وغير موجة البث حين تبين ان السائق والقتلى من العرب، وهو الامر نفسه الذي حصل امس الاثنين ثم بعد ذلك تبين بان هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، وان منفذ العملية هو يهودي من مدينة بئر السبع.
هذا الامر يأتي ضمن سلسلة من أعمال التحريض العنصري الرخيص الذي تشنه الماكنة الاعلامية الاسرائيلية قبل التيقن والتأكد من دقة المعلومات التي تصلهم وأمانة مصادرها وتقصي الحقائق قبل نشرها والاستعجال ونشر هوية الفاعلين، الامر الذي يدل على عدم المهنية واستباحة سمعة المواطنين العرب، الشيء الذي يحمل في طياته تحريضاً عنصرياً مباشرا ضد المواطنين العرب. مع التأكيد على أن المعلومات التي وردت على شاشات التلفزة الاسرائيلية لا أساس لها من الصحة كما انها سطحية وكاذبة وخطيرة.
وكان مراسلو القنوات المذكورة، ذكروا معلومات من مكان الحادثة وتمت كتابتها ضمن شريط الأخبار على الشاشات، ومن ضمن المعلومات التي أطلقها أحد المراسلين من مكان الحادثة أن “الحديث يدور عن لصوص من مدينة رهط، وأن قوات الأمن تقوم بملاحقة المركبة التي أقلتهم إلى بئر السبع”، كما وتم كتابة ما ذكر على شريط الأخبار الظاهر على الشاشة. كما قام مراسل القناة الثانية خلال مقابلة مع شاهد عيان، بتوجيه سؤال مفاده “هل الحديث يدور عن عملية تفجيرية أم حادثة جنائية”؟!
وكما هو معلوم فإن مرتكب المجزرة هو يهودي من مدينة بئر السبع، كان سابقاً ضابطاً في شرطة الحدود ويحمل شهادات تقدير وتميز !!
مدرسة في مستوطنة “ألون موريه” توقف عمل اختصاصي سمع ونطق لكونه عربيا
وعلى ما يبدو فإن الملاحقة العنصرية ضد العرب في هذه البلاد مستمرة أيضا وتسجل كل يوم حادثة جديدة، حتى أنها وصلت الى جهاز التربية والتعليم والذي من المفترض أن يربي على قيم الديمقراطية والاحترام والتفاهم المتبادل. ففي سياق متصل من مسلسل العنصرية البغيضة فقد تم الكشف عن تعرض اختصاصي السمع والنطق نسيم بدران من قرية عين السهلة لحادث عنصري، وهذه المرة في سيناريو مغاير، حيث طلبت منه سكرتيرة إحدى المدارس اليهودية في مستوطنة “ألون موريه” أن يخرج من المدرسة حتى يتنسى حضور ضابط الأمن ليقوم بفحصه أمنيا بعد معرفتها بأنه عربي. وقالت السكرتيرة للاختصاصي بدران بأنه يمنع دخول العرب الى المدرسة، كما ذكر الاختصاصي نسيم بدران الذي تحدث لوسائل الإعلام مستنكرا ما جرى معه من “معاملة عنصرية بشعة تقشعر لها الأبدان” على حد قوله.
وعبّر نسيم بدران لوسائل الاعلام المختلفة عن استنكاره وامتعاضه الشديد لما تعرض له من عمل عنصري من الدرجة الأولى، بالرغم من أنه موظف حكومي يعمل في وزارة الصحة كاختصاصي سمع ونطق يقوم بفحص الطلاب بالمدارس.
وترى مؤسسة ميزان لحقوق الانسان – الناصرة، بهذه الظواهر المذكورة أعلاه تحريضاً عنصرياً ممنهجاً ومدروساً من قبل المؤسسة الإسرائيلية بكافة المستويات بما في ذلك وسائل الإعلام العبري الذي لا يقل عنصريةً وبثاً للكراهية ضد المواطنين العرب، وعليه فإن مؤسسة ميزان تستنكر وبشدة هذه الظواهر وتطالب بلجمها، خاصة أن وسائل الاعلام العبري هي جزء من المؤسسة الرسمية التي تعبئ هذا المخزون من العنصرية والكراهية ضد كل ما هو عربي في هذه البلاد.