الدورة 48 لمجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان
22 سبتمبر 2021
إلقاء: لويز ريكوين/ جنيف للعدالة
شكرا سيادة الرئيس ،
نود أن نلفت الانتباه إلى نظام الاستيلاء الثقافي الذي تطبقه إسرائيل ضد الفلسطينيين. إذ تفرض إسرائيل التهجير والاستيطان في الفضاءات الفلسطينية والإسلامية. هذا ليس توسعًا جغرافيًا بسيطًا، بل هو توسيع ثقافي يهدف إلى محو الوجود الفلسطيني وحقوقه الثقافية والدينية.
يعتقد مركز ميزان ومركز جنيف الدولي للعدالة أن سياسة الإخلاء التي تتبعها إسرائيل لا تهدف ببساطة إلى اكتساب المزيد من الأراضي، ولكن أيضًا لتأسيس حكمٍ فوق الهوية الثقافية للفلسطينيين. ولعلّ موجة الإخلاء في الشيخ جرّاح منذ أيار (مايو) الماضي خير شاهد على ذلك، فالشيخ جرّاح هو أحد الأحياء الفلسطينية الأخيرة التي ما تزال قائمة في القدس. وبالتالي، فإن استبدال الفلسطينيين بالإسرائيليين في الحيّ يأتي ضمن هدف سيطرة كاملة على القدس، وهو ضدّ اعتراف المجتمع الدولي.
إن الاعتداءات على المسجد الأقصى تعكس قمع الحقوق الدينية الذي تمارسه إسرائيل ضدّ الفلسطينيين. فقد اقتحم المستوطنون الإسرائيليون المسجد مرارًا وتكرارًا في محاولة للاستيلاء على هذه الممتلكات الإسلامية. وبالتالي، فإن سياسة التطهير العرقي الإسرائيلية تتجاوز قتل الفلسطينيين.
ومن هنا، فإن إسرائيل لا تقوم بالاحتلال العسكري فحسب، بل تعمل بنشاطٍ على محو حياة الفلسطينيين وثقافتهم وتاريخهم. فلم يترك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي للفلسطينيين أي خيارٍ آخر سوى مقاومة مثل هذه السياسات. في غضون ذلك ، تتجاهل دولة إسرائيل صيحات المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة وقرّرت إسكات المتظاهرين واحتجازهم.
ولذا، يجب معالجة الألم المستمر الذي يواجهه الفلسطينيون.
شكرا لكم.