عقدت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، يوم الإثنين 12 أيار 2025، جلسة ضمن محاكمة دنيس موكين، المتهم بقتل الشهيد ديار عمري من قرية صندلة، وذلك للاستماع إلى إفادته حول ملابسات الجريمة التي وقعت بتاريخ 6 أيار 2023.
وتواكب مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان – الناصرة، هذه القضية منذ لحظاتها الأولى، وتواصل مرافقة عائلة الشهيد، وتنسيق المتابعة القانونية والإعلامية بالتعاون مع النيابة العامة، إلى جانب تقديم الدعم المهني والمعنوي للعائلة.
وقال المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة ميزان، إن شهادة القاتل أمام المحكمة اتّسمت بتناقضات واضحة، ولم تكن كافية لتبرير إطلاقه ثلاث رصاصات تجاه الشهيد عمري. وأضاف: “أقوال القاتل تضاربت في أكثر من موضع، وهو ما دفع هيئة المحكمة إلى التدخل وتوجيه عدد من الأسئلة المباشرة له، إلى جانب استجوابه من قبل ممثلة النيابة العامة”.
وأشار خمايسي إلى أن الجلسة تمحورت حول الاستماع لرواية المتهم، فيما يُنتظر أن تُستكمل في الجلسة القادمة عملية استجوابه من قِبل النيابة العامة. واعتبر أن متابعة القضية على المستوى المجتمعي في الداخل الفلسطيني أمر حاسم، قائلًا: “من واجبنا أن نؤكد أن دم العربي ليس رخيصًا، وأن هذه الجريمة لا يمكن أن تمرّ دون محاسبة جدية”.
من جهتها، أعربت عائلة الشهيد ديار عمري عن ألمها الشديد خلال الجلسة، ووصفت الاستماع لشهادة القاتل بأنها لحظات قاسية، حيث تحدث بتفاصيل عن كيفية قتله لابنهم الوحيد. وقد أدت هذه الشهادة إلى انهيار شقيقة ديار داخل قاعة المحكمة، فيما أكدت العائلة استمرارها في النضال القانوني حتى إنزال أقصى العقوبة بالجاني.
وخلال الجلسة، قدّم المتهم موكين سلسلة من الادعاءات المتناقضة، مدعيًا في بعض المواضع أن الرصاصة الأولى خرجت عن طريق الخطأ، وأنه شعر بأن عمري كان يحاول خطف سلاحه، فيما زعم لاحقًا أن سلوكه نابع من خوفه من “هجوم قومي”، حسب تعبيره.
ورغم محاولاته المتكررة لتبرير إطلاق النار، واجهته المحكمة بأسئلة كشفت زيف روايته، من بينها سؤال القاضية: “إذا كنت تشعر بالخطر، لماذا لم تطلق النار فورًا؟”، ليجيب بتلعثم: “شعرت بالخطر”، دون توضيح. كما سألته النيابة: “هل من المنطقي أن كل من يسبك في الشارع، تشهر السلاح في وجهه وتطلق النار؟”، فردّ موكين مدّعيًا: “ظننته مخربًا وكان يشكل تهديدًا على حياتي”.
وادعى القاتل أنه يعرف جميع سكان بلدة “غان نير”، وعندما سُئل لماذا لم يواصل القيادة ببساطة بدل التوقف وإشهار السلاح، أجاب: “شعرت بخطر ما، لذلك توقفت”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة جاءت بعد أيام قليلة من إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد ديار عمري، حيث شارك العشرات من الأهالي والناشطين في الحضور، دعمًا لعائلته ومطالبةً بتحقيق العدالة.











