مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان

Organization for Human Rights Meezaan

المحكمة تستكمل استجواب قاتل الشهيد ديار عمري

أخبار مؤسسة ميزان

عقدت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، يوم الثلاثاء 3 حزيران/ يونيو 2025، الجلسة الثانية لمحاكمة دنيس بوكين، قاتل الشهيد ديار عمري من قرية صندلة في مرج ابن عامر، والمقيم في بلدة “غان نير”. وجاءت الجلسة استكمالًا لاستجواب بوكين من قبل ممثلة النيابة، وذلك بعد الجلسة الأولى التي عُقدت بتاريخ 12 أيار/ مايو الماضي، والتي خُصصت لاستجوابه من قبل محاميه.

وقال المحامي مصطفى سهيل محاميد، من مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان، والمرافق لعائلة الشهيد، إن ممثلة النيابة كشفت عن وجود تناقضات واضحة في إفادات بوكين المختلفة، سواء تلك التي أدلى بها خلال التحقيقات الأولية، أو لاحقًا أمام المحكمة. وأضاف: “تبيّن أن بوكين قام بتشكيل روايته على مراحل، على ما يبدو استنادًا إلى استشارات قانونية، ما كشف عنه ممثلة النيابة بمهارة، خاصة تغيّره في الادعاء بشأن اعتبار ديار ’مخربًا’، وهو ما لم يرد مطلقًا في إفادته الأولى”.

وأشار محاميد إلى أن هذه الادعاءات “تهدف إلى استدرار تعاطف الرأي العام الإسرائيلي، والتأثير على مجريات المحاكمة عبر مخاطبة مواقف القضاة وقيادات الدولة”. وأضاف: “من المتوقع، بعد انتهاء هذا الاستجواب، أن يبدأ محامي الدفاع باستحضار شهود الدفاع، تمهيدًا لجلسات التلخيصات، وهي من المراحل النهائية في مسار القضية”.

وخلال الجلسة، واصلت ممثلة النيابة استجواب بوكين، وسألته عن كمية الكحول التي تناولها قبل ارتكاب الجريمة. وردّ القاتل بأنه شرب 3 إلى 4 زجاجات من البيرة (نحو لتر)، فيما أشارت النيابة إلى أن التحقيقات توصلت إلى أنه شرب 5 إلى 6 زجاجات (نحو لتر ونصف)، قبل تنفيذ جريمة القتل.

وفي سياق الاستجواب، أجابت بوكين على سؤال حول إطلاقه النار على الشهيد عمري رغم عدم تشكيله أي خطر، مدعيًا أنه ظنّ أن ديار توجّه إلى المركبة لإحضار سلاح. وقال: “أطلقت النار قبل أن يصل إلى المركبة لأنني شعرت بأنه يريد قتلي”. أما عن سبب فراره من مكان الجريمة دون تقديم أي مساعدة، فقال: “اعتقدت أن الشرطة والإسعاف سيصلان خلال دقائق، ولم يكن هناك داعٍ لبقائي، والأهم أنني أنقذت حياتي”.

وعُرض خلال الجلسة مقطع من تحقيق الشرطة، قال فيه بوكين: “لا تهمني حياته، ولا من هو. كنت في موقف: إمّا حياتي أو حياته”. وادّعى أن الشجار بدأ حين تجاوز مركبة ديار، الذي شتمه بعصبية، ليقوم بعدها بإطلاق النار في الهواء. وعند سؤاله عن تغيّر إفاداته، قال إنه لم يكن مدركًا لكافة التفاصيل في البداية.

من جانبه، قال والد الشهيد، أحمد عمري: “القضية واضحة، وتفاصيل الإعدام الميداني لابني موثقة ومعروفة للجميع، والتحقيقات تؤكد عنصرية القاتل وتعمده القتل. هذه القضية كان يجب أن تُحسم منذ وقت طويل”. وأضاف: “رؤية قاتل ابنك أمامك وسماع تفاصيل الجريمة دون القدرة على فعل شيء، أمر صعب ومؤلم للغاية، ولا يمكن أن ننسى استشهاد ديار”.

وقد أنهت المحكمة الجلسة بتحديد مواعيد المراحل المقبلة، حيث تقرر تقديم تلخيص ادعاءات النيابة كتابيًا في 17 تموز/ يوليو المقبل، وتقديم تلخيص الدفاع كتابيًا في 5 أيلول/ سبتمبر، ثم جلسة شفوية لاستكمال التلخيصات من الطرفين في 15 أيلول/ سبتمبر. وبعدها سيتم تحديد موعد جلسة البت في الإدانة، تليها جلسة النطق بالحكم.

شارك عبر شبكات التواصل :

دعمكم لا يُقدّر بثمن

فرصة لتكونوا شركاء
في الدفاع عن الحقوق والحريات